الفصل الرابع فی الخلوة و العزلة و ما یلیق بهما
مِنْ کِتَابِ الْمَحَاسِنِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع الْعُزْلَةُ عِبَادَةٌ وَ إِنَّ أَقَلَّ الْعَیْبِ عَلَى الْمَرْءِ قُعُودُهُ فِی مَنْزِلِهِ
عَنْهُ قَالَ مَا کَانَ عَبْدٌ لِیَحْبِسَ نَفْسَهُ عَلَى اللَّهِ إِلَّا أَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ
عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى نَبِیٍّ مِنْ أَنْبِیَاءِ بَنِی إِسْرَائِیلَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَلْقَانِی غَداً فِی حَظِیرَةِ الْقُدْسِ فَکُنْ فِی الدُّنْیَا وَحِیداً غَرِیباً مَهْمُوماً مَحْزُوناً مُسْتَوْحِشاً مِنَ النَّاسِ بِمَنْزِلَةِ الطَّیْرِ الَّذِی یَطِیرُ فِی أَرْضِ الْقِفَارِ وَ یَأْکُلُ مِنْ رُءُوسِ الْأَشْجَارِ وَ یَشْرَبُ مِنْ مَاءِ الْعُیُونِ- فَإِذَا کَانَ اللَّیْلُ أَوَى وَحْدَهُ وَ لَمْ یَأْوِ مَعَ الطُّیُورِ اسْتَأْنَسَ بِرَبِّهِ وَ اسْتَوْحَشَ مِنَ الطُّیُورِ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِنَّ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ أَوْحَى إِلَى الدُّنْیَا أَتْعِبِی مَنْ خَدَمَکِ وَ اخْدُمِی مَنْ رَفَضَکِ وَ إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَخَلَّى بِسَیِّدِهِ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ وَ نَاجَاهُ أَثْبَتَ اللَّهُ النُّورَ فِی قَلْبِهِ فَإِذَا قَالَ یَا رَبِّ نَادَاهُ الْجَلِیلُ جَلَّ جَلَالُهُ لَبَّیْکَ عَبْدِی سَلْنِی أُعْطِکَ وَ تَوَکَّلْ عَلَیَّ أَکْفِکَ ثُمَّ یَقُولُ جَلَّ جَلَالُهُ لِلْمَلَائِکَةِ مَلَائِکَتِی انْظُرُوا إِلَى عَبْدِی قَدْ تَخَلَّى بِی فِی جَوْفِ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ- وَ الْبَطَّالُونَ لَاهُونَ وَ الْغَافِلُونَ یَنَامُونَ اشْهَدُوا أَنِّی قَدْ غَفَرْتُ لَهُ ثُمَّ قَالَ ص عَلَیْکُمْ بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ وَ ازْهَدُوا فِی هَذِهِ الدُّنْیَا اَّاهِدَةِ فِیکُمْ فَإِنَّهَا غَدَّارَةٌ دَارُ فَنَاءٍ وَ زَوَالٍ کَمْ مِنْ مُغْتَرٍّ بِهَا قَدْ أَهْلَکَتْهُ- وَ کَمْ مِنْ وَاثِقٍ بِهَا قَدْ خَانَتْهُ وَ کَمْ مِنْ مُعْتَمِدٍ عَلَیْهَا قَدْ خَدَعَتْهُ وَ أَسْلَمَتْهُ- وَ اعْلَمُوا أَنَّ أَمَامَکُمْ طَرِیقاً مَهُولًا وَ سَفَراً بَعِیداً وَ مَمَرَّکُمْ عَلَى الصِّرَاطِ وَ لَا بُدَّ لِلْمُسَافِرِ مِنْ زَادٍ فَمَنْ لَمْ یَتَزَوَّدْ وَ سَافَرَ عَطِبَ وَ هَلَکَ وَ خَیْرُ اَّادِ التَّقْوى
عَنِ الرِّضَا ع قَالَ مَرَّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع بِرَجُلٍ- وَ هُوَ یَدْعُو اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَهُ الصَّبْرَ فَقَالَ أَلَا لَا تَقُلْ هَذَا وَ لَکِنْ سَلِ اللَّهَ الْعَافِیَةَ وَ الشُّکْرَ عَلَى الْعَافِیَةِ فَإِنَّ الشُّکْرَ عَلَى الْعَافِیَةِ خَیْرٌ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى الْبَلَاءِ کَانَ دُعَاءُ النَّبِیِّ اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُکَ الْعَافِیَةَ وَ الشُّکْرَ عَلَى الْعَافِیَةِ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ
مِنْ کِتَابِ النُّبُوَّةِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِکٍ قَالَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَامٍ سَأَلَ النَّبِیَّ ص عَنْ شُعَیْبٍ فَقَالَ النَّبِیُّ هُوَ الَّذِی بَشَّرَ بِی وَ بِأَخِی عِیسَى ابْنِ مَرْیَمَ فَقَالَ جَلَّ جَلَالُهُ لِشُعَیْبٍ قُمْ فِی قَوْمِکَ فَأَوْحِ عَلَى لِسَانِکَ فَلَمَّا قَامَ شُعَیْبٌ أَنْطَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى لِسَانِهِ بِالْوَحْیِ وَ مِنْ جُمْلَةِ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِأُمَّةِ شُعَیْبٍ کَیْفَ دُعَاؤُهُمْ وَ إِنَّمَا هُوَ قَوْلٌ بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ الْعَمَلُ مِنْ ذَلِکَ بَعِیدٌ- وَ إِنِّی قَضَیْتُ یَوْمَ خَلَقْتُ السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ أَنْ أَجْعَلَ النُّبُوَّةَ فِی الْأَنْبِیَاءِ وَ أَنْ أُحَوِّلَ الْمُلْکَ فِی الدُّعَاءِ [الدُّعَاةِ وَ الْعِزَّ فِی الْأَذِلَّاءِ وَ الْقُوَّةَ فِی الضُّعَفَاءِ وَ الْغِنَى فِی الْفُقَرَا
مشکاه الانوار، ص257
درباره این سایت